كتاب مسيرة التعليم في ينبع منذ عهد الكتاتيب - مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

اخر الأخبار

كتاب مسيرة التعليم في ينبع منذ عهد الكتاتيب

 

كتاب مسيرة التعليم في ينبع منذ عهد الكتاتيب




تعلّقتُ بإنجاز هذا الكتاب والتزمتُ به مدة تزيد عن الخمس سنوات ، حتى منّ الله علينا بفضله وتوفيقه فانتهيتُ منه  وصدر في طبعته الأولى عام 1420هـ في خمسمائة صفحة  … وهو الآن موجود في جميع (مكتبات ينبـع) وبعض مكتبات جدة والمدينة.

 ونورد هنا مقدمة الكتاب والتعريف به لمن  يهتم بهذه الأمور ويحرص عليها،  وهي صفحات قليلة جدا ولكنها تعطي تعريفا شاملا لقصة هذا الكتاب ؛؛؛ فلا تبخل علينا أخي الكريم بقراءتها .. وما توفيقي إلا بالله .

       مقــدّمــة وتعـريف بالكـتــاب

  بسم الله الذي هدانا إلى الحق والصواب ، وعلّمنا ما لم نكـن نعلم إنّـه هو العزيز الوهاب وأحمد الله وأشكره على تمام فضلـه وإحســانه  ، وأُصلّـي وأسلـم على المعلـم الأول الرسـول الأمّي سيـدنـا محمــد صلى الله عليـه وسلـم ؛ الذي خـاطبـه ربّـه في أول آيـات القرآن التي نزل بهـا الوحـي الأميـن:{ اقــرأ باسـم ربـك الذي خــلق } آيــة (1) العــلـق  

أمّــا بعــد :

        لقد خُضتُ تجـربـة مهمـــة بالنسبـة لي في إنجاز هـذا الكتاب ـ على ما فيهـا من المـرارة والإحبـاط أحيــانـاً ـ كُنت خـلالهـا كالمـؤشـر الذي ينتـابه الارتفـاع والانخفاض عنـد كل حـادث أو عـارض … لم أفقـد الثقـة بالنفـس ، ولا العـزم والإصـرار ؛ فالمهتمــون والعـارفـون على وجـه الخصوص يدركـون ماذا يجب أن يفعلـه من أراد التحـدث عن التعليـم ؛ هـذا البحـر العـريض بتـاريخـه وشخصياته وملفـاتـه ، وأوراقـه وسجـلاتـه ومنـاهجـه وكتـاتيبـه ومـدارسـه وطـلابـه، إنهـا مهمـة ـ بالنسبـة لي على الأقـل ــ كـانت غايـة في الصـعوبـة  ؛ لـمـا يتـطـلّبـه ذلـك من تـوثــيق رسمـي وتدقيق  منذ البدء في هذا العمل المضني والشروع في تجميع معلوماته ، والمهـم أن أيـة معلومة في هذا المجال ـ مهمـا صغـرت ـ لايستطيـع الكاتب أو الباحث أن يسجلها ويعتمد عليها إلاّ بعد تأكيدها والتحرّي عن مـدى صحتهـا ومعرفة دقـائق تفـاصيلهـا ، لأنهـا لن تخلـوَ من ذكـر أسمــاء وتواريـخ وأحـداث .

       أعزائي : من الصعـب عليّ أن أختصـر كتابي هذا في بضع صفحات  ولكـنني أطمـع في أن أجـد حـافـزاً لدى القـارئ الكـريم ليطّـلع على فصـول هـذا الكتاب وموضوعاته لعلـه يجـد فيها ما يشفـع لي ويعـوضنـي ولو بكلمـة طيبة في نفســه عن جهـد ما يزيـد عن أربـع سنـوات قضيتهـا مدققـاً ، وباحثـاً ، وراصـداً ، ومتسـائـلاً ومتجـولاً في كـل مكــان أشـتمُّ فيـه رائحـة للتعليـم والتعلّـم ..

    والتعليـم في ينبـع ـ كما هو معلوم ـ بـدأ بالكتـاتيب شأنـه شأن كل البـلاد في ذلك الزمـن ، ثم افتـتحت أول مـدرسـة نظـاميـة في عهـد الحكومـة التركيـة حـوالي عـام 1334 هـ ؛ ولكن بدايتهـا كـانت ضعيفـة ولم تلـق إقبـالاً حتى قـال عنها الأستاذ/ عبد الرحمن صبّاغ وهو أحد مديري المـدرسـة سـابقـاً ” تأسست مدرسـة ينـبع في العهد العثمـاني ثم أُعيـد فتحهـا في العهـد الهـاشمـي “

          وظلـت هـذه المـدرسـة تصـارع الزمن حتى شملتهـا الرعـايـة السعـوديـة الكريمـة بإعـادة تأسيسهـا عـام 1346هـ.

      ثم بـدأت رحلة طـويلة وشاقة مليئة بالأحداث والتقلبات امتدت مسيرتهـا لأكثر من ثمــانين عـامـاً هي عمـر التعليـم النظـامي في ينـبع حتى الآن ،  فمِن مـدرسـة واحـدة لا يتجـاوز عـدد طلابها بضع مئات إلى إدارة تعليميـة تُشـرف على أكـثر من مائـة مدرسـة يـدرس فيها ما يقرب من عـشرين ألف طـالب .. ! لا شـك إنهـا نقلـة مذهلـة وتطـور عظيـم .                      

  وكـان مسلكـي الذي اتبـعتـُه في رصـد هـذه السنـوات تعليميـاً ثـلاثـة سُبل :

  أولهـــا : زيـارة المـدارس القـديمـة في تأسيسها في كـل من (ينـبع البحـر ، وينـبع النخل ، والعيص) والالتقاء بالمسـؤولين فيهـا والاطـلاع على أهـم السجـلات والملفـات القـديمـة ، وقـد تم ذلك ـ طبعـاً ـ بإذن رسمي من المسـؤولين في إدارة تعليـم ينـبع الذين شـدوا من أزري وسهلوا مهمتي،، فالشكـر لهـم جميعـاً بدءاً بمدير التعليم ، ومساعده على وجه الخصوص الذي كان يشرف على الشؤون التعليمية ؛ فقد كانوا معي في كثير من الخطوات الخاصة بالبحث والتدقيق في الإحصائيات والبيانات المدرسية ،  والشكر موصول لمديري المدارس التي زرتهـا على تفهمهم وحسـن تعـاملهم ….. وكان ممـا سـاعدني في هـذا الجـانب وجـودي في مدرسـة ينـبع السعـوديـة وهي المـدرسـة الأم وما وجـدتـه فيهـا من سجـلات وأوراق وملفـات كُنت أتصفحهـا عشـرات المـرات لأختار منها ما يصلـح للنشـر وما يفيد القارئ ويثري موضوعات الكتاب .

   وثـــانيهــا: هو الالتقـاء بكبــار السـن في المنـطقــة وتسجيـل أحـاديثهـم على أشـرطـة “الكـاسيت “والكـل يعلـم صعـوبـة هـذا المسـلك نظـراً لتـردد البعـض أو لعـدم تهيئـتهـم للموضوع المـراد التحـدث فيـه ؛ إمـا لكـبر السـن أو لنسيـان المعلـومـات أو لأسبـاب لا يفصحـون عنهـا ، وقـد وُفّـقْـتُ ــ بعـون الله ــ والتقيتُ بعشرات الأشخاص حتى زاد عددهم عن الخمسين،،،  زرتُ بعضهـم في منـازلهـم أو في أمـاكن تواجـدهم ، ولم يقتصر ذلك على المقيمين في محافظة ينـبع بل شمل كبار السن في كل من قرى ينـبع النخل والعيص وغيرهم ممن تركوا هذه الأماكن وكانوا سابقاً من ساكنيها ، واكتشفتُ لاحقاً بأن كثـيراً من هذه المعلومات كانت مكرّرة تحتاج إلى تنقيح  وتأكيد حتى إنني بذلتُ كثيراً من الجهد للاستفادة من بعضها ولكنني لم أصـل إلى تحـقيق المـراد ، وكنت في ذلك أقـدّر ظـرف كـل واحـد  وحـالتـَهُ ولا أمـلّ من الـتردد عليهـم شاكراً لهم حسن تعاونهم ، فكل معلومة حصلتُ عليها كان لابد من مطابقتها وتأكيدها ، وقـد ســاعـدني في هـذا ما جمعتـُه من معلـومـات أفـادني بها زمـلاء المهنـة من المعلمين ومـديري المدارس القدامى والمتقاعدين فهم أقدر من غـيرهـم على إيضاح جـوانب مهمـة كـنت أرسم حـولهـا عـلامـات استفهـام كـبيرة  … هذا إلى جانب ما أبـداه المخلصـون من الأصدقاء والزملاء من أفكار صائبة وآراء سديدة نافعة كانت عوناً لي بعد الله في الوصول إلى الأحسن والأكمل .

     أمـا السبيـل الثـالث الذي انتهجتُه لرصد مسيرة التعليم في ينبع: فهـو ـ بالطبـع ـ المراجع والكـتب والنشرات والتقـارير والمطبـوعات ؛ وهي على الرغـم من أنهـا فـاقت السبعـين مرجعـاً إلاّ أننـي لم أجـد فيهـا ضـالتي .. ولم أعثر على مـراجـع كافيـة تحدّثتْ عن التعليـم في ينـبع بصفة خاصة إلاّ ماورد من خـلال إحـصائيـات وإشــارات عابرة عند التحدث عن مجمل هذا الموضوع (كـالتعليـم في الحجاز ) إبـّان العهـد الـتركي أو الشـريفي أو ( ما سُجّـل من أرقـام وبيـانات بأعداد المدارس والطلاب ) في بـدايـة العهـد السعـودي عنـدمـا بـدأ انتشـار المـدارس في معظـم المـدن السعـوديـة .

     أمـا فيمـا يخـص الكتـاب نفسـه فقـد قسّمتُـه إلى( اثنـي عشـر) فصـلاً بـدأتـُه بالتعـريف الجغـرافي والتـاريخـي لمنطـقـة ينـبع البحر فضلاً عن ينـبع النخل والعيص وما حولهـما مستعينـاً في ذلك بمـا ورد في كـتب التـاريـخ القديمة وماذكره الرحّالون الذين مـرّوا بهـذه الأمـاكن عبر سنين خلت.

     وفي الفصل الثاني : تحـدثتُ عن الكتـاتيب التي كـانت سـائدة قبل وجـود المدارس النظـاميـة وأثناء وجودها ، وقد اعتمدتُ في ذلك على المقابلات الشخصيـة مع كبار السن الذين تعلّموا في هـذه الكتاتيب وعايشوا مشايخها ،،،

   والفصل الثالث جـعلتُـه لتوضيح مراحل إنشاء المدارس وأنظمتها : ( مـدارس قـرويـة وابتدائية ) ومنـاهجها ،ثم عرّجتُ على نظـام المدارس الأميريـة ولخّصتُ بعـض مـواده وأبوابـه للمقـارنـة والتعليـق  .

     أمـا في الفصلـين الرابـع والخـامس فقـد أجمـلتُ الحـديث فيهما وفصّلت …؛ أجمـلت في ذكـر أوائل المـدارس التي تأسست قـديمـاً في كـل من ينـبع البحـر ، وينـبع النخـل ، والعيـص ، وينـبع الصناعية أيضاً  والمـراحل التـاريخيـة لتأسيس كـل مـدرسـة ، غير مغفلٍ الظـروف والأحـوال المتعلـقة بالنـواحي التعليميـة  التي كـانت سـائدة في إقليم الحجـاز عنـدمـا أُنشـئت أول مـدرسـة نظـاميـة في ينـبع إبـان الحقبـة العثمـانيـة  .

    ثم فصّـلتُ في أن تحـدثت عن كـل مـدرسـة من هـذه المـدارس من حيث ( المبنى ، والموقع ، وأول العاملين من إداريين ومعلمين ، وعدد التلاميـذ ، وأول دفعـة من طـلابهـا المتخـرجـين ) ، ثم أوردتُ نبذة وترجمة لأبرز رجـال التربيـة والتعليـم في ينـبع الذين كـان لهـم دورٌ وجهـدٌ متمـيز في إنشاء هذه المدارس .

        والفصـل السـادس خصصتـه للتراجم وذكـر سـير رواد التعليـم القـدامى في ينـبع وعطـائهـم في مجـال التعليـم منـذ عهـد الكتـاتيب وحتى انتظـام التعليـم ومسـيرتـه الحـافلـة بالعطـاء والتجديـد ؛ وفي ذلك ترجمـتُ لأكـثر من عشـرين شخصيـة كـان لكـل منها دوره وجهده في سبيـل خـدمـة التعليـم والارتقـاء بـه .

     وفي الفصـل السـابـع اسـتضفْتُ نخبـة من شخصيـات المجتمـع البـارزين الذين تعلموا في مـدارس ينـبع فأصبحوا فيما بعد وما زالوا رجــال الحـاضر والمستقبل فأفسحْتُ المجـال لكـل منهـم لسـرد مـا يخـتزنـه من ذكـريـات جميلـة مـاتعـة خـلال مـسيرتـهم التعليميـة وحيـاتهـم العمليـة ؛ ففي تجاربهم عبر وفوائد ودروس لايستغني عنها جيل اليوم .

أمـا الفصـل الثـامـن فقد جـاء جامعاً لكثير من الموضوعات المتفرّقة ؛ لذا فقد أسميتُه ( من ملفّات التعليم) واعتمدْتُ فيه على إبراز ما كان يجري في أروقة المدارس من تنظيمات إدارية وفنية وتعليمية مثل (الإجراءات التي كان يتم بموجبها تعيين المعلمين ،وكيفية إعطائهم الإجازات المستحقة نظاماً ، وما يتعلّق بالدوام المدرسي والعطلة الصيفية ، وعرضتُ نماذج من أسئلة الاختبارات وسجلاّت النتائج ، وما يتعلق بالشهادة الابتدائية والمراحل التي مرّت بها  ، ثم  ذكرتُ أنواع النشاطات المدرسية التي كانت تُمارس في مدارس ينــبع منذ عهد مديرية المعارف 00هذا إلىجانب موضوعات أُخري لاتخلو من الطرافة وخفّة الظل،،،، ) وفي كل هذه الموضوعات أوردْتُ صوراً لخطابات ووثائق رسمية زيادة في الإيضاح والمعرفة بما كان يجري في مدارسنا.

      أما الفصل التاسع فهو خاص بالدفاتر والسجلات التي كانت سائدة ثم باد بعضها واختفى بعضها الآخر عن الأنظار مثل ( دفتر الجزاء والمكافآت ، ودفتر خلاصة الدروس ، وسجل المتفرّقة ، واللوازم المخصصة ، ودفتر التعقيب على الغائبين ) وغير ذلك من السجلات القديمة ، وحاولتُ  تصوير بعض صفحات هذه الدفاتر والسجلات للتعرّف عليها وعلى استخداماتها.

  والفصل العاشر خصّصته لأنواع التعليم الأخرى في ينـبع وقطاعاتها وهو : ( التعليم المتوسط والثانـوي ومعهد إعداد المعلمين ؛ حيث سردْتُ مراحل تطور هذه الأنواع من التعليم في مدارس ينـبع منذ بداياتها الأولى حتى عصرنا الحاضر ،  وكذلك تعليم الكبار ومحو الأميّـة منذ نشأته وافتتاح أول مدرسة لتعليم الكبار في ينـبع عام/1377هـ .

وفي الفصل الحادي عشر فقد كان الحديث عن (إدارة التعليم في يـنبع ) منذ إنشائها عام/1403هـ ، وعمّن تعاقب على رئاستها من الأساتذة الأفاضل مديري التعليم ، ثم عن تطور الخدمات التعليمية في قطاعات التعليم التابعة لينـبع ، ومعرفة أعداد المدارس والطلاب والمعلمين مقارنة بما كان سابقاً ، وفي هذا الفصل أيضاً تحدثتُ عن المرافق التعليمية المساندة وهي :

( الوحدة الصحية المدرسية ، والمكتـبة العامة إضافة إلى أقسام الإدارة التعليمية وهيكلها التـنظيمي المعمول به حـالياً .

  ثم وصلنا إلى الفصل الثاني عشر ـ وهو الأخير من فصول الكتـاب ـ فكان من نصيب ( تعليم البنـات بيــنبع ) ؛ نشأته والمحاولات الأولى التي سبقت تأسيس أول مدرسة حكومية للبنات بيـنبع عام/1382هـ ، وما تبع ذلك من تطوّر ونمو مطّرد أدى إلى زيادة ملحوظة في عدد المدارس وتنوّعها ، ومن ثم إنشاء إدارة لتعليم البـنات في ينـبع عام/1414هـ .

  وبعد :   هذه بعض ملامح الكتـاب وفصوله الاثنـي عشر حاولتُ اختصارها وتبسيطها بقدر المستطاع ؛ عسى أن يجد القارئ الكريم في هذه الإضاءة ما يشدُّه للقراءة ،، وقد يلاحظ القارئ ـ على الرغم مما قمتُ به من مقابلات واستقصاء وتدقيق في أوراق ووثائق كثيرة ـ إلاّ إنّـني أنْحيْتُ بموضوعات الكتاب جانباً هي أشبه باللمحات التاريخية المألوفة ، وأقرب إلى الانطباعات الاجتماعية المحببة ، ولم أشغل بالي بأهمية الوصول إلى نتائج معيّنة إلاّمن خلال التلميح لمن أراد استخلاص ذلك بالتحليلات والمقارنات السهلة الميسّرة ؛ وذلك ما يدركه القارئ بين السطور ، ولعلني استطعتُ الخروج من دائرة سرد المواد والأهداف المعرفية ، والتقليل من الخوض في متاهات التنظيمات الإدارية المملة وعوّضت عن ذلك بأحداث عابرة وواقعية تلامس العملية التعليمية في كمّها وكيفها ،   وفي كل الحالات أخلص إلى القول : إنّني لستُ نادما على السنوات التي أمضيتها في إنجاز هذا العمل (جامعا ومسجلاً ومرتباً ) حتى إنني اقتنيتُ حاسباً آلـيـاً أفرغتُ فيه كل ما احتوته دفاتري وأوراقي وقصاصاتي المتناثرة 0وقد راجعت الكتاب مرتين مراجعة دقيقة قبل أن أدفع به إلى المطبعة ، ولكنني أثناء متابعة الطباعة اضطررت لمراجعة ثلاث (بروفات) متتالية ، وفي كل مرة كنت اكتشف أخطاء فادحة بسبب أنّ الكتابة كانت على برنامج( الرايت) القديم في الحاسب ثم نقلتها إلى برنامج( الوورد) وأخيراً إلى الإصدار الجديد من الوورد ،،  وفي المطبعة كانت أجهزتهم خلاف ذلك فحولنا الكتابة مرة أخرى إلى جهاز( الماكنتوش) !! وهذه التحولات من برنامج لآخر تحدث إرباكاً في النصوص والمقاطع وحجم الخط وفي الحروف والأرقام ؛ مما يستلزم المراجعة الدقيقة للمرة الرابعة ، فتم ذلك بعون الله وتوفيقه وبجهد مضني وعمل متواصل غير عادي ،  ولكنه جهد المقلّ ،  لـذا فإنني  آمل أن يكون هذا العمل إسهاماً متواضعاً مني يعبّر عن صدق انتمـائي لمهنة شريفة ؛ هي مهنة التعليم ، وأن يكون هذا الجهد بداية تشجّع غيري مـمّن هم أكثر مني كفاءة ، وأكفأ كتابة في هذا المجال .

        ولا أبرئ نفسي من الزّلـل والهوى ، ولكنني كنتُ دائماً أتوخّى الصواب وأخلص النيـة ، فأسأل الله يقيناً يقينـا وإياكم شر أهوائنا وأن يمنحنا الحكمــة وفصل الخطاب إنــه نعم المولى ونعم النصــير .

                                                     عـوّاد بن محمـود الصبحي

                                                      ينــبع البحر ـ 1420هـ