متفرقات - مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

اخر الأخبار

متفرقات

 ميناء الجار وأمْسية الرايس

دُعيتُ للمشاركة في أمسية شعرية في مركز ( الرايس)  مع  ثلاثة شعراء ضمن نشاطات مهرجان الصيف لمحافظة بـدرعام 1422هـ ،  وعلى قـلة بضاعتي أصرّ صاحب الدعوة على مشاركتي ، وكنتُ قبلها المجيء قد زرتُ الرايس  ومررتُ ( بالجار) المدينة التاريخية المندثرة وهي قريبة من الموقع  فلم أشاهد إلا أكواما من التراب والمخلفات الحجرية محاطة بسياج متين ؛ فتذكرتُ ما كُتب عن هذا  الموقع  الذي ورد ذكره في الكثير من كتب المؤرخين والجغرافيين والمحققين ، وقد كان ميناء مشهورا على ساحل البحر الأحمر يشار إليه بالبنان ، وكان مدينة عامرة بالسكان قال عنه المؤرخ ” البشاري  ” الجار مدينة محصّنة بثلاثة حيطان والرابع البحر وبها دور شاهقة وسوق عامرة ، وهو خزانة المدينة المنورة يـُـحمل إليها الماء من بدر والطعام من مصر  ، وعندما وقفْتُ أمام هذا المنظر  ما رأيتُ غير مساحة من الأرض وأكواما من التراب !! فسبحان الحي الذي لا يمـوت  وبيد الملكوت ،،،،

فاخترتُ هذه الأبيات  لأبدأ بها مشاركتي في تلك الأمسية الشعرية :

                             صــروف الزمان  

في بقـاع أشْـتـمُ  فـيـهـا هــوائـي         وأرى البحــرَ واصـلا للـفـضـاء

أطـردُ الهــمّ والسـكــونُ يـجـلـّي         عتـمة الدهــر راغبــا في النـداء

من حنايـا التاريخ والجار يطوي         صفحــاتٍ للمــجــد والارتـقـــاء

كم من الناس أمــة ذات طــوْل          ومضــت عُـنـْـوة بحـكــم الفنــاء

هـاهــنـا كــان للمكــان عطــاء          فــتــأمـل يــا مانــعــــًا للعـطــاء

هـاهـنــا كــان لــلزمان صـفاء          فتهــاوت أيـــــام ذاك الصـفـــاء

يا حصيـفا تــرى الوقائع شـتى         هـل تأملت فـي صروف القضاء

هــكــذا الكون والليالي سجـال          قـَـدَرُ الله مُـثـْـبـتٌ في السـمـــاء

” قد يصير الظلام فجرا ولكن”        هـل يدوم الأمـان بــعــد الضياء

                         ( والقصيدة لم تكتمل بعد )

          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                                    ــ 2 ــ

                                 كأس الجحود

رأيته مع عِلـْية القوم يتصدر المجلس وقد كان في يوم من الأيام أحد طلابي في المدرسة وعندما جئتُ لم تساعدهُ مروءته أن يكون وفيا مثل غيره  وحسبتُ أنه كان ينتظر مني أن آتي إليه وأحترم مقامه فلم أفعل فتجاهلني وقلت بعدها :

يا خليَ الـفــؤاد مــاذا عـسـانـــا         أن نصافيــك أو نـلوم الزمـانـا

جـُرّد البوح من سماتٍ وأضحى         هـذرًا ســاذجا يــزيـد أســانـا

هـل تـصدّرتَ للــكـــلام لـتـملـي         سـيرة النكـر والعـقـوق بـيانـا

كيـف منـك الوفـاء كـان جحودا         أي كـأس هـذا الذي قـد سـقانا

 واكتـفيتُ بهذه الرباعية

ليست هناك تعليقات