أحلام ضـــائعــة - مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

اخر الأخبار

أحلام ضـــائعــة

 

أحلام ضـــائعــة

ضيـاع الأحلام وانحسـار الآمـال قد لا يخلو مجتمع من وجودهمـا ولكن  ما بالكم بمن تضيعُ أحلامـه وتتحطم آمـاله على صخـرة الجحود والنكـران ،، لا سيمـا إذا كان هذا الجحود من الأبنـاء لآبائهم أو لأُمهـاتهم على وجه الخصوص ‍‍‍‍أعزائي :  سوف أحكي لكم قصـة أُمٍ نالها الجحودُ والعقوق ، وهي ليست من نسج الخيال ، وربما سمع بهـا بعضكم أو قرأ عنهـا قبل سنوات ولا أريد أن أسترسل في الكلام بل أكتفي بهذه الإشــارة ، وأحـاول مجتهـداً أن أجعلكم تعيشـون أحداث هـذه القصـة من خلال أبيات  تُجسد معـاناة هـذه الأم المكـلومـة ‍‍‍.

بـاتَ الأسى في نـفسِـهــا مستـوطنـاً       

  والحـزنُ حطـّم زورق الإبحار

 جَـزعـَتْ لمـوْتِ عـريسِها وخلا بها          

هـمُّ الـبنـيـن وشِـــدة الإعـســار

اثـنـان قـــد بلغـوا الفِطـــام وثــالـثٌ   

تحـنـوعليـه إذا خطا وتـدارى

حتى أشـار النـاصحون بـنُصْحِـهـِمْ   

فـتسـابـَـقَ الخُطـّابُ كـالـزّوار

قـالت خُــلِـقـْتُ لصبيتي سأضمُّـــهُم  

والأمرأمري والقـرار قـراري

قــدْ كـنتُ عــازمــة ًعلى إيثـــارهم  

نفسي وأعـرفُ  قـيمـة الإيثــار

ذهـَبَتْ نضَـارتـُهــا وراح جـمـالهـا   

وبريـق عـينيها غـدا متـوارى

لكـنّ في إيـمـَــانـِهـــا وثـبــاتـهـــــا  

وكفــاحِِـهـا سـرٌ مـن الأسرار

فـتجـمّــلتْ بالصبـر تطـلبُ ربهـــا     

عـونـاً يُسـاعـدها على المشوار

ومضَتْ سِنـِيُّ الـعُـمر في أحـداثـها     

بـِتـَعهّــدِ الأبـنـاءِ رفعَ شِعــاري

فــإذا بـِهـِـمْ يتسـابـقـُون إلى الـعُـلا    

يـتحمّــلون مشــقــّة الأسـفـَــــار

ما طِـقـْتُ أشْغـلهُــمْ ولــوْ بتحيــــةٍ   

ورضيتُ بُعْـدَهُموعـن الأنـظـار

وأظـلُ يـأسِرُني الفـراغ بـوحْـدتي     

ويطـول ليـلي أو أمـلّ نــهـــاري

استرْجـِعُ الأيـــامَ رغـْمَ شـقـائهــا     

أتــلمّـسُ الأسبـــاب بــالأعــــذار

وأقــولُ في نفسي لعـلّ رجـوعَهـم   

يــوماً يُعــوّض شـقـوتي وخـياري

يا بُـعْـــد أحلامـي إذا ما قـُـورنتْ    

بحقـيـقـــةِ الإصــرار والإنــكـــار

فاليـومَ قـد عادوا وصوتُ عقوقـِهم

يـَجْـتــاحُ كــلَّ مســالك الأبــــرار

هــذا المهـندسُ قــدْ أتــمّ زفــافـــه   

وعـروسُـــهُ لا تسـتـريـحُ بـِـــداري

وأخــوهُ مســؤول كبيــرٌ قــد يـرَى 

أنـّي أكـــونُ لــهُ كــوصْمَـة عــــار

  وصغـيرُهم في الجـامعـاتِ مدرسٌ 

قــد كـنـتُ أحسـبُــهُ مـن  الأخـيــار

جـاءوا ليحتالـوا فـكـان حـديـثـهُـمْ    

عـــذبْــاً يـفـــوحُ كـنِـسْمة الأزهـــار

يا أُمّــنا هـل تسكـُـنـيـنَ وحـــيـدةً  

تــلـقـيْــن من بـُــؤسٍ ومِـنْ أضرار

فـتـآمـروا حتى تحـقـّـقَ حـلمُـهـم    

وتقـاسمُـوا أثــمـَـان بـيـْـــع الــــدار

وبقــيتُ ألـتـمِسُ الأمان لـراحتي        

يتـنـاوبُـــونَ إقــامَتــي ومـســـــاري

فمِـنَ الصغيــر إلى الكبيـر مـذلـة ٌ    

ما بيـْن زوجـــاتٍ مــن الأ شـــرار

والهمسُ أسمعُـهُ يطـولُ مشاعِـري     

من غـيـر إشـفــاق ولا إنـْــكــــــار

وفـَـرَرْتُ في ليـل بهـيـم أرتجَـِـي      

ويــداي تـَـرْ تـعشان فـوق خماري

كم عـبرةٍ فاضتْ أحـسُّ بحــّرها     

ألـمَ الجحــود وشِـــدة الإ قــتـــــار

يـا مَنْ يهمّـكَ أنْ تــرقّ لحــالتي      

دارُ الرعـايــةِ مَسْـكـني وقــراري

                                 * * * * *

ليست هناك تعليقات