أبو حمدان مع أحفاده
أبو حمدان مع أحفاده
جلس أبو حمدان جلسة عائلية يحيط به أحفاده ( هذا يلحس من علبة ( الآيسكريم) وذاك يتـلمظ حبات القمبري والفشفاش والبطاطس وآخر ساحت الشوكلاتة بين أصابع يديه وهو ينظر إليهم ويبدي غضبه وانزعاجه ؛ ما هذا الذي تفعلونه !! هذا لا يسمن ولا يغني من جوع !! (والله إنكم شبعانين ) لماذا لا تأكلون تمرا !!! لو ذقتم الجوع الذي ذقـناه ما كان تعملوا كذا!!! سأله أكبر الأحفاد : يا جدي وماذا كنتم تأكلون ؟ قال كنا نأكل التمْـرة من ( المِجْـلاد) أقة التمرة بسبع هللات ولكن كثيرا من الناس لا يستطيع شراء نصف أقة !!
( والأقة تساوي كيلو وربع تقريبا ) كنت أخرج من البيت أتمنى أن أشرب فنجان شاي فأجد أحد أصحابي ونذهب سويا إلى قهوة شكوكو أنا أشتري السكر بهللة وصاحبي يشتري الشاي بهللة ونتـقاسم أجرة بـراد الشاي ونسميها ( تـلقيـمة ) كل واحد هللة!! قال الحفيد الأوسط : ولكن يا جدي ألا يوجد عندكم أكل غير التمر ؟؟ قال بلا ولكن كما قلت لكم لا توجد فلوس ( فقر وجوع وبطالة )
هل تحسبون أننا نأكل مثـلكم في اليوم ثلاث وجبات ( فطور وغداء وعشاء ) هذا مستحيل !! وهذه الوجبات لم تكن معروفة عندنا أبدا إنني أتذكر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى البيت بعد صلاة الظهر وأنا أعرف أن البيت ليس فيه شيء يؤكل ؛ جلستُ في الطبقة وهي غرفة مبنية فوق بركة للماء حتى لا تحسبوها مثل طبقاتكم دور ثاني أو ثالث كما تسمونها وفتحت الشباك البحري فكان الهواء متوقـفا فاستعنتُ بمروحة اليد السعـف أريد أن أتسلى بالنوم عما يشغل بالي ولكن الجوع يوقظ النائمين ؛؛ فتذكرتُ كيس الخبز الناشف وقد قذفناه فوق سطح الطبقة بعد فراغه !! قلت لعل فيه كسرة باقية لم ينتبه إليها أحد فوجدتُ ما أريد أخذتها وبللتها بقليل من الماء والتهمتها وشربت عليها كأسا من الزير وقلت الحمد لله على هذه النعمة ولا تحسبوا أن هذا الخبز الناشف هو من زوائد البيت أبدا هو عبارة عن فضلات وقطع صغيرة نأتي بها من مدينة جدة ونقوم بتنظيفها مما علق بها من الإدام أوالفول ونضعها في الشمس ليخرج منها النمل الصغير وتكون بعد ذلك جاهزة كوجبة من أفضل الوجبات !!! احمدوا الله على ما أنتم فيه من نعمة وخير وصحة وعافية والله يقول :
{ لإنْ شكرتم لأزيدنكم }
ليست هناك تعليقات