محـاورة بيـن جـزار وزبـون
محـاورة بيـن جـزار وزبـون
تعــلـق قــلبي لـحمــة ًعـربـيــة ً من اللـحـم الحرّي وليس من الإبــلْ
لها شحمة بيضاءُ يـزهو بريقهـا سيأخـذُها حتـماً زبــونٌ عـلى عجلْ
وإنـي مـعـاذ الله لسـتُ ببــائـــع يـبـيـع زبــائـنـه لحــما بــه عـِـلــلْ
وما أجمل الجزار إن كان لحمُهُ نـظيـفاً سـليم الـعـظمِ ليس بـِـه خَـلـلْ
الزبـون يقف أمامه ويـرد عليه :
ســلام على الجـزار إنْ كان بيـْعُـهُ إلى الناس محمـودا ولا يـبتغي الحِـيلْ
ولا يصْـدقُ الجزار في العمر مرّة فـإخـلاصُ جـــزار يُــعـدُ لـنـا مَـثـــلْ
وفي السوق لن تلقى زبـونا مغـفـلا يـكونُ مـع الجـزار سمناً عـلى عسـلْ
الجـزار يحاول استرضاءه :
ألا يـا زبـون الخيـر هـذي إشـاعة تـعال إلى الحري الـنـظيـف ولا تـسـلْ
فمـا ذقـْت أحلى قـط من لحم نعجةٍ إذا لـم تــكنْ هــزلى ولا طــقـّهـا فحـلْ
لـها إلـْـية لـو أنـهــا بـرمـَـتْ بهــا قطـيـعا مـن الأغـنام ولـّى على عجـل
شعيريـة التعليـف مفـلوتـة الحـشا مـبطـّنـة الأجـنـاب تمشـي عـلى خجل
إذا مـا طعـمت اللـحم منها حسبتهُ هــدية جــلابٍ مــراعيـه فـي الجــبـل
هنـيئـا مريـئـا إن ظفـرْتَ بفـخـذةٍ تعـاودها في الأكــل ما صابـك الملـل
لـو انـّـك تسمعـني وتـبتاع نصفها فــإنـّـك ما تــنــفــكُ منـهـا إلى الأزل
الـزبــون يكتشف محاولة التغرير به ويصر على رأيه في الذبيحة
وينصرف عن الجزار قائـلا :
ولكـنني أخشى من الغـش يــا فـتـى ذبـيـحتكـُمْ سـوداء معـروفـة ُالعـِلـلْ
مـكـفـّـنة الأطراف ممصوعة القـفـا مـجمـّـدةُ الأبـدان مـطمـوسة المُـقــلْ
مــحَرْولـة ُالأقــدام زاغـتْ عـيونها بـِـطـاقتـها ذابـتْ وتـاريخهـا اكـتـملْ
ومــا جـاءها الذبــاح يومـا يجرّهـا ولــكنـهـا ماتتْ إذا مــا دنــا الأجــلْ
* * *
ليست هناك تعليقات