هموم البناء - مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

اخر الأخبار

هموم البناء

 

هموم البناء

كنتُ  والصديق العزيز / عايد الزلباني  نتزامن  ونتنافس  تنافسا خفيا كل يريد إنهاء البناء في عمارته قبل الآخر ؛؛ هو عند مقاول يشكو من تأخره ومماطلته وأنا أشكو من مقاول آخر مواعيد عـُرقوب  وكلما تقابلنا نشتكي لبعضنا هموم بعض ونتفرق على أمل  طفيف وإنجاز ضعيف .

وحدث أن مررتُ يوما ورأيته يرش سقف عمارته مسرورا بهذ الإنجاز فأرسلتُ له هذه الرسالة :

إلى الأخ الكبيرـــ صاحب البنــاء والتعميـر /عــايـد بن عـوده الـزليبــاني

             حفظه الله   ورعــــاه من كل شر مستطير

بمناسبة الانتهـاء من صب السقف الأرضي لعمارتكم ؛  أهديك تحية طيبــة وتهنئــة حارة وأقول لك :   الحمــد للـه الذي رفـع سقـوفـاً بعد ما يئـس أصحـابهـا ، ومتّعــهـم بالسيـر فوقهــا بعـد رشّهــا ، وأزال عنهـم الغُمّـة ، وجدّد في نفـوسهــم الأمــل بعـد يأس ومــلل ؛ فغـدوا من قـرنـائهـم مغبـوطيـن ، وعن نظـرائهــم متمــيزين

{ وقـد أفـلح اليـوم من استعلـى }

       وأين نحن يا أخي ممـا نـرى : سقوفنا مشدودة ، وأيامنا ممدودة ، وأجسامنا  مهدودة فقـد أهْـلكَتْ الشمـس الأخشاب ، وتلوّتْ المرابيع والأعتاب وأكـل الصـدأ حـديـد الأبواب ، ولا نسمـع إلاّ مـواعيـد عـرقـوب ، وأنت قد صبـرْت فظفِرْت 

    ” وللأمور مواقيت مقدّرةُُ        وكلّ أمر له حـدُُّ وميزان “

      ((يُقال : إنّ رجلاً مـرّ على بئـر فقـال لـه رفيقه : أنـا عطشـان ؛ فقـال لـه : البئـر الأُخرى ، فمر عليهــا فقــال لـه : الأُخـرى ؛ ثم قــال : هكـذا تُـقطـع الدنيـا )) أي بالصبـر والجـلد وقـوة التحمــل . وهـذا ينطبـق على من ابتُـلي ” بالتعميــر” في هذا الزمان ، وإنّنـي ـ مـع خالص تهنئـتي لك بأن مـنّ اللـه عليـك بصـب السقـف الأرضي بعـد عشــرة شهـور من الكفاح المرير؛ لأرجو لك مـزيـداً من الصّـمود وأن لايريكم مكـروهــاً في السقـف الثــاني ؛   قـال تعـالى ( فـانتظـروا إني معكـم من المنتظـريـن )

 وإنمــا المقـاولـون يا أخي ينطبـق عليهــم قـول الحق سبحـانـه وتعـالى :

 {كلمــا دخلت أُمــة لعـنت أُختها }  { وإن يكـن لهــم الحـق يأتـوا إليـه مـذعنـين }

وإنّنــا سويّـاً ينطبـق علينــا قـول الشــاعـر :

       الليـل إن واصَـلَتْ كـالليـل إنْ هجـرَتْ     أشكـو من الطـول ما أشكو من القصـر

فاللهم ارزقنا صبراً يعْـقبه ظفر، واجعل لنا من كل همّ فرجا

واعلم بأنك إنْ لم تصطبر كـرما      صبرْت قهراً على ماخُطّ بالقـلم


       حــرر في 25/2/1417هـ 

                         أخوك وصنْوك في مأساة البناء والتعمير

                               عــوّاد بن محمــود الصبــحـي‏


ليست هناك تعليقات