واقعنــا الافتراضي بـين الالــتزام الشــرعي والاستغـــلال المقيـت - مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

اخر الأخبار

واقعنــا الافتراضي بـين الالــتزام الشــرعي والاستغـــلال المقيـت

 

واقعنــا الافتراضي بـين الالــتزام الشــرعي والاستغـــلال المقيـت


ليس ثمـة شك في أن أحـداً لن يستـغني عن الاقـتراض مهمـا كان مركـزه المـالي وحـالتـه الميسـورة ، وعلى سبيل المثـال وفي حدود مدّ الرجل على قدر اللحـاف فأصحـاب المشـاريع الصغـيرة والمقبلـون على الزواج والمتـلبسـون بجـرائم البنـاء والتعمـير لا يمكـن أن تقوم لهم قـائمـة لتحـقيق تطـلعـاتهم إلاّ باللجـوء إلى الاقتراض ومن ثم التسـديد عن طريق الأقساط والكمبيالات الشهرية

وبدلاً من التمتـع بنشـوة تحـقيق الأحلام مستقبلا فإن نكـد وهموم تسـديد الأقسـاط يظـل هو المسيطـر والمعكـرآخر كل شهروعند كل كمبيـالة تدفع قيمتهـا 

ولو تأمـلنا الطـرق المتّبعـة في أحوال الاقتراض وشؤونه فلن نجـد غـيرطرق ثلاث  وهي :

أولا : الاقـراض الشخصـي من أهل الخـير والموسرين وهـذه شبـه معـدومـة لأن أهل الخـير ـ وعلى الرغم من كـثرتهـم ـ إلاّ أن أهل الشـر والنصب والاحتيـال قد تكـفلـوا بسـد هـذه الطـريق أمـام كل محتـاج .

ثانيا : الاقـتراض من البنـوك والمصـارف بفـوائد محـدودة ونسبـة معـروفـة في حدود 7% أو 8% وفي كـل الأحـوال لا تزيـد عن 9% والبنـوك حـرة في تحديد هـذه النسبـة ولكنهـا تتصـارع على جـذب المقـترضين بهـذا الأسلـوب ولا يستغـرق هذا من المقـترض أكـثر من ثلاثة أيام لاستلام قرضـه وفق ضمانات وضوابط معينـة تتضمـن سـداد القرض أقلهـا اشــراط تحـويل الراتب للبنــك على الرغم من أنّ المفتين لدينا لا يُقرون الفـوائد على هـذه القـروض ويعتبرونها غير جائزة .

ثالثا : الاقـتراض عن طـريق شـركـات السيـارات وذلك بشـراء سيـارة بالتقسيـط تزيـد عن ثمنهـا الحـقيقي بنـسبــة كبيرة قد تصل الزيادة إلى 15% ومن ثم بيعهـا فوراً في معرض السيـارات بسعـر يقل عن السعـر المحـدد لمثلهـا وذلك بغيـة توفير السيـولـة اللازمـة لهـذا المحتــاج وحتى هذه الأخيرة البعض يضع عليها اشتراط التملك ولا يجيزها والبعض يتحفظ عليها  ولكن ربما تكون هي السائدة في وقتنا الحالي .

هــذه ـ باختصـــارـ الطــرق الســـائدة في مجـــتمعنـــا؛ فالطريقة الأولى وهي الاقتراض من أهل الخير والموسرين غير ميسرة إن لم تكن شبه معدومة!! والثانية ليست مشروعة إطلاقا وتعتبر من أعمال الربا الصريح والثالثة وهي شراء السيارات ومن ثم بيعها عليها تحفظ وفيها اشتراطات ؛؛ فأين يذهب المضطرون هل من جواب عند أصحاب الألباب .

فيا من تريد الإقدام على الاقتراض لتوفير السيولة المالية لديك سلـّم أمرك إلى الله وتذكر أن الأمس هو شيك تم سحبه ، والغد هو شيك مؤجل ، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة لديك فعليك أن تصرفه بحكمة.

ليست هناك تعليقات