ماذا نريد للمرور( بمناسبة أسبوع المرور وإلغاء نظام الأمن الشامل)
ماذا نريد للمرور( بمناسبة أسبوع المرور وإلغاء نظام الأمن الشامل)
إنّ إناطة مسؤولية المرور إلى جهاز يختص به أمر مهم جـداً في نظري ، ولكن الأهم كيف سيكون هذا الجهاز ؛ إن كان بطريقته السابقة فلا أعتقد أننا سنحقق ما نرجوه من هذا الجهاز ، إذ لا بد من تدعيمه بآليات متطورة ، وكفاءات مختارة ، وعناصر من القوى البشرية المتمكنة التي تديره وترسم له الخطط المستقبلية ، وتعالج السلبيات بسرعة فائقة ثم لماذا لا يكون لدى الإدارة العامة للمرور مركز أبحاث شبيه بمركز أبحاث الحج في مكة المكرمة ؟ ألم تكن مشكلات الحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات أمر يقض مضاجعنا ، ويسلبنا أعز ما نملك من زهرات شبابنا في مآتم شبه يومية على الطرق السريعة وداخل المدن وفي كل مكان من بلادنا !! ولعله من المناسب أن نؤكد أنّ المرور يحتاج إلى الكثير من الجدية ، وإلى أن نوجد رجالاً متميزين يحسنون التعامل مع كل حادث ، ولا يستفزون الناس بأساليبهم غير المقبولة ، ويكاد يندر أن تجد شخصاً ليست له قصة مثيرة مع رجل المرور ، وعلينا العمل على إيجاد الثقة وتعزيزها بين المواطن ورجل المرور الذي يعمل في الميدان ، وهذا لا يعني التساهل مع المخالفين والمستهترين بالأنظمة ، وقاطعي الإشارات بل يجب التعامل معهم بقسوة لا هوادة فيها كما أنه لا بد من النظر في أوضاع الطرق والسير عليها ، ووسائل الأمان ، ومنها السيارات التي غدت كلعب الأطفال بمجرد أن يحدث تصادم بسيط لن يبقى أحد من الذين بداخلها على قيد الحياة ، فأين الجودة ، وأين حماية المستهلك ، وأين المواصفات والمقاييس التي كانت موجودة في السيارات القديمة ذات المتانة والقوة لقد أصبحت النظرة التجارية هي السائدة ، ولم تعد أرواح الناس إلا كالسلعة التي نتداولها !!!
ومن ناحية أخرى فإن لدينا ترددا في معالجة بعض الأمور الواضحة ؛ ومنها الجمال السائبة التي تعبر الخطوط كما يحلو لها دون اتخاذ إجراءات صارمة على الرغم من القناعة التامة بأنها ـ أي الجمال ـ أصبحت سببا رئيسا في إزهاق الكثير من أرواح البشر وأخيراً فإن رجال المرور أنفسهم يحتاجون إلى دعم ومساندة وتهيئة ، وأن نخفف عنهم الحمل بعد دراسة أوضاعهم والتعرف على معاناتهم ، فلا ننتظر عملاً جيداً مفيداً إن لم يتوفر لصاحب العمل كل الوسائل التي تريحه وتجعله يقبل على عمله برغبة وبدون تذمر أوعصبية .
(نشر في صحيفة المدينة 1422هـ )
ليست هناك تعليقات