منْ يريد منحة أرض في ينبـع عليه أن يردد هذا الموال - مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

مدونة الأستاذ عواد محمود الصبحي

اخر الأخبار

منْ يريد منحة أرض في ينبـع عليه أن يردد هذا الموال

منْ يريد منحة أرض في ينبـع عليه أن يردد هذا الموال

يتردد في هذه الأيام الحديث عن أراضي المنح وربما يتساءل البعض عن السبب الذي يجعل بلدية محافظة ينبع تتأخر في عدم تلبيتها لمئات بل لآلاف الطلبات المتكدسة للمواطنين المستحقين لهذه المنح نظاما وذلك منذ ما يزيد عن عشر سنوات خلـت كما أنني قرأتُ في الصحف المحلية ما يؤكد وجود هذه المشكلة وتذمر المواطنين منها وقد سمعتُ من يوجه اللوم للبلدية في تقصيرها وعدم جديتها في معالجة هذا الأمر أسوة بما يحدث في المحافظات الأخرى غير أنني وجدتُ البعض يبحث عن إجابة شافية وحقيقة غائبة عن أذهان الكثيرين ممن يعنيهم الأمر فأقول لهؤلاء :

الحقيقة بالتأكيد لدى رئيس بلدية ينـبع وفي ملفات البلدية ومحاضرها ولكنني سأدلي بدلوي معقبا على ما سمعت ومجتهدا في استنتاج ما يجهله البعض أو يتجاهلونه بقصد أو بدون قصد 

أولا : من أين تأتي لكم البلدية بأراضي غير ما هو موجود وما هو متاح من مساحات حقيقية تصلح أن تكون منحا للمواطنين والمستحقين ؟؟

هل نريد من البلدية أن تقوم بانتزاع المساحات الشاسعة التي أصبحت ملكا للدفاع الجوي أو الحرس الوطني أو لوزارة الدفاع والطيران ، أو تلك المساحات الأخرى الكبيرة التي منحت لأشخاص بأوامر سامية منذ عهد قديم !! أم نريدها أن تضع يدها على الأراضي الكثيرة المحيطة بالمحافظة والتي أصبحت بقدرة قادر مزارع عثرية بين ليلة وضحاها !! وبصكوك شرعية ؛؛ تزيد مساحاتها عن الخمسين مليون متر مربع ناهيك عن الجزء الممتد إلى مايزيد عن ثلاثين كيلو متر مربع جهة البازمين بموازاة طريق أملج لمصلحة القوات البحرية 

ثانيا : هل يخفى علينا جميعا نحن ابناء ينبع أن الهيئة الملكية بينـبع عندما أنشئت استحوذت على ما يزيد عن المائة وثمانين كيلو مترا مربعا أؤكد الرقم بالكيلو وليس بالمتر وفقا لما نشر في بعض المطبوعات؛؛ وذلك لإقامة المنشآت الصناعية والمدنية الخاصة بهذا المشروع العملاق وهذا لا اعتراض عليه إطلاقاً ولكن هناك مساحات شاسعة وكبيرة شمال الهيئة يحتفظون بها لعاديات الزمن ومستقبل الأيام الذي يمتد حسب خططهم إلى خمسين عاما قادمة !!

إذن يا أحبابي الكرام ويا أيها المنتظرون الغلابى ، يا أهل المنح ومستحقيها يا أصحاب القناعة والرضا بما لا تـزيد أمنياتكم عن خمسمائة متر تسترون بها أحوالكم هل رأيتم كيف أن محافظتكم غدت محاطة ومكبلة من الشمال والشرق والجنوب وليس أمامكم إلا ساحل البحر غربا فاذهبوا إليه واجلسوا على شاطئه وكورنيشه الجميل واستمتعوا بنسمات البحر العليلة ، وسجلوا ذكرياتكم ليطلع عليها أحفادكم في يوم من الأيام ورددوا الموال الينبعاوي :

في باطـني جــرح أوســع مـن سـفيـنة نــــوح

قـومْ يـاحمـام على قـبــر المـتـيـّـم نــــــــــوح

لا تحســبوا كــل من غـنّى خـاطـره مشروح

أصــل السبب في المـنـح صـعبـه على الممنـوح

أما بلديـتـكم فالذي يبدو لي أنها لا حيلة لها ولكنني كنتُ ألومها على السكوت وكأنها وجدت لها العذر فتركت الأمر لغيرها تحت رحمة الظروف والمستجدات غير أني علمت أخيرا أنها قامت بجهود حثيثـة لمعالجة الموضوع ولكنها أمام معضلة قد لا تستطيع حلها بعد أن تـزايدت الطلبات وفاقت العشرة آلاف طلب وبعد أن أصبحت المنـح محنا قاسية وملفات مكدسة وبيانات تزيد كل يوم عن سابقه .

وأما هيئـتـكم فلديها صك شرعي بامتلاك الأراضي التي ستستخدمها في مستقبل الأيام والسنين ضمن خططها المستـقـبليـة بعيدة المدى ولها نظرة تختلف عن نظرتكم البسيطة يا ذوي الدخل المحدود .

وأما وزارتكم وأمانتكم فكل ما عملوه لكم في السنوات الأخيرة : عاملوهم بموجب النظام وحسب التعليمات المبلغة لكم وحسب توفر الأراضي وطبقا للإمكانيات المتاحة.

أنصحكم أيها الأحباب بأحلام اليقظة خاصة وأنّ بعض الأطباء ينصحون بها
في حالات معينة؛ فهم يقولون إنها محاولة عقلية للإنسان للحصول على ما لا يقدر عليه من الواقع الذي يعيش فيه، بل ويطلقون عليها “كفاح المتألم”..!!
ـ هناك من يحلم عند الحلاق، وهناك من يحلم أثناء الاجتماعات، وهناك من يحلم عند إشارة المرور، وهناك من يحلم في المطاعم البخارية، وهناك من يحلم في الحمّام، أو على شاطئ البحر وغير ذلك..!

ولربما تنفرج الأمور فيتم تشكيل هيئة عليا لحل مشكلة أراضي المنح في ينـبع فتتنازل لكم الهيئة الملكية عن جزء من أراضيها الشاسعة الواسعة بعد خمسين سنة لعدم توفر الجدوى الاقتصادية ، أو تتبرع لكم الجهات الأخرى التي امتلكت المساحات الكبيرة كالحرس والدفاع لانعدام الحاجة إليها ، أوأن ورثة الكعكي والخريجي تأخـذهم الشهامة فيتنازلون عن بعض مخططاتهم لصالح الممنوحين ، أو ربما أصحاب المزارع يقتـنعـون أن أراضيهم ليست زراعية أصلا وأنه قد غـرر بهم لمجرد إخراج الصكوك وامتلاك الأراضي فيتنازلون عن جزء منها .

وبغيرهذه الحلول لن تنتهـي مشكلتكم ، لكم الله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصـير

 حرر في 1/5/1424هـ

عواد محمود الصبحي ـ ينبع ـ ص ب 590

ليست هناك تعليقات