بـيـتـنا الـقـديـم
بـيـتـنا الـقـديـم
تخيلوا معي بـيتـنا القديم ؛ وهو مثل كل بيوت الحارة في ذلك الزمن أول ما يلفت النظر حوش واسع تكون الحجرات في ناحية منه ؛؛ يعني أجدادنا هم أول من فكر في تصميم ( الفيلا) كان البناء من الحجر والطين ( أقصد طين البحر) ذا اللون الرمادي يجلبونه بالعربة ( الكرّو ) من أماكن معينة على ساحل البحر ، والسقف من جذوع النخل يغطيها الجريد والخصف المصنوع من سعف النخيل، وأما الديكور الجميل فمن الحبال التي يكوّنون منها أشكالا هندسية تسمى ( الشطرنج) .
ليس للغرفة وكنا نسميها ـ ( القاعة ) ـ إلا فتحة الباب وبقية الجدران سد منيع لا يقل عرض الجدار عن ثمانين سنتيمترا نادرا ما يزيد عدد غرف البيت عن ثلاث الحمّام واحد فتحته يسقط منها الآدمي بسهولة إلى المصير المجهول لو انزلقت رجله وكنا نطلق على الحـمّـام ـ أدبا ـ بيت الماء ويكون أحيانا بجانبه ( مرْوش ) وهو عبارة عن بلاّعة غطاؤها قذيفة مدفع من مدافع الحرب العالمية !! والماء في تنكة أو حنفية صغيرة بجانبها سطل وإبريق ومغراف من علبة الأناناس .
أما المطبخ فهو ضمن إحدى الغرف وأحيانا يكون عبارة عن عـشّة من الجريد والسعف أو صندقة إذا كان أهل البيت من المتحضرين المتطورين طبعا كانت البيوت خاليه من وسائل الترفيه التي لا نقدرأنْ نستغني عنها في الوقت الحالي ؛؛ يعني لا ماء في الصنابير ولا كهرباء ولا ثلاجة أو غسالة ناهيك عن الوسائل الأخرى كالتلفزيون والأجهزة الكهربائية التي تملأ البيوت الآن كانت وسائل الترفيه ( بئر ) في وسط البيت ؛؛ طبعا البئر ماؤه مالح لأنه متصل بالبحر مباشرة ومربوط فيه دلـو ، وهناك في الركن زير الماء الذي يسع بالكثير ثلاث زفات وفي الظل شربتان من الفخار على (المرْفع ) فاحت منهما رائحة البخور بالمستكى وللعلم فالماء هذا نأتي به من ( الكنداسة) وهي آلة تقطير لتحلية مياه البحر وهذا الماء لا يستعمل إلا للشرب والطبخ فقط أما غير ذلك فليس أمامنا إلا ماء البحر الإنارة بالفانوس نمرة (3) ، واللمبة تسرج لا يتغير مكانها في طاقة صغيرة بالغرفة أما الإتريك فهو مرحلة جديدة جاءت لاحقا.
وفي وقت الضحى منْ كانت عنده عِـشّـة في وسط البيت يرفع الجزء المواجه للهواء البحري ويستمتع بجلسة رائعة مع براد الشاي أبو جبل نمرة واحد وعند الظهر يكون الخبز البلدي قد تخـّمر نأخذه للفرن قبل أن يطيش ونعود به استعدادا للغداء فإن كان (طاجن ) كانت الأمنية واللذة والطعم والرائحة مع الخبـزالحار الملفوف في الخيشة
إذا ما كان بالتغـميس كــان اللحس بالكـفِ
وإمّـا فــتـّـة ٌ كُـبـرى ستحرمنا من الـرشْـفِ
ليست هناك تعليقات